مديرية السياحة والصناعة التقليدية

المدينة العتيقة مازونة

المدينة العتيقة مازونة


تعدّ مازونة واحدة من المدن القديمة ذات الأصالة التي تعود تاريخها إلى جذور حضارية عميقة. استقطبت هذه المدينة العديد من العلماء عبر العصور، حيث استخدموها كمركز للدراسات والبحوث العلمية، مما جعلها منارة للمعرفة ومنبعاً للحضارة.


يعود تأسيس مازونة إلى عهد الرومان، ورغم غموض تاريخ تأسيسها، إلا أن الأدلة الأثرية تشير إلى وجود آثار رومانية وقطع نقدية في المنطقة. وقد وصف المؤرخ الأدريسي مازونة بتفصيل، مشيراً إلى نهرها وبساتينها الخلابة، وأسواقها النابضة بالحياة، مما يشير إلى عمق تاريخها وتطورها عبر العصور.

أما عن أصل اسمها، فتوجد عدة روايات حول ذلك. فمن المقترح أن "مازونة" تعني "أرض الرجال الأقوياء"، بينما يُعتقد أنها مشتقة من بلدة رومانية تُعرف باسم "مسن". بالإضافة إلى ذلك، تروي القصص أن ملكة كانت تحكم مازونة كانت تتلقى كنزًا مكونًا من قطع نقدية تُسمى "موزونة".

تلعب مازونة دوراً هاماً في التاريخ الثقافي والاقتصادي، خاصة في القرون الوسطى حيث كانت مركزاً اقتصادياً وموقعاً للصناعات التقليدية. وخلال عهد الأتراك، كانت عاصمة للبيلك، ومن هنا أرسلت بعثات لتحرير وهران من الاحتلال الإسباني.

لا يمكننا نسيان دور مازونة في النضال ضد الغزو الإسباني والفرنسي. شهدت المدينة تجنيد الشباب والطلبة لمشاركة في هذه الحروب، بما في ذلك الشيخ محمد بن علي أبو طالب المازوني، الذي ترأس مجموعة من الطلبة في تحرير وهران.

ومن بين العلماء البارزين الذين نشأوا في مازونة، الشيخ محمد سيدي امحمد بن الشارف الذي أسس مدرسة مشهورة في القرن الحادي عشر، والتي استمرت في إثراء المعرفة الإسلامية. ومع مرور الزمن، بقيت مازونة مدينة العلماء والمجاهدين، حيث شهدت معارك ونضالات للدفاع عن حريتها واستقلالها."